مؤتمر شركاء السودان.. تضامن حقيقي
بقلم : محمد شمس الدين
أمر يثلج الصدر.. أن ترى عددا كبيرا من دول العالم والمنظمات الدولية تجتمع وتتفق على تقديم الدعم اللازم والضروري للسودان ليستعيد أنفاسه.
لقد حقق مؤتمر شركاء السودان الذي نظمته ألمانيا برعاية الاتحاد الأوروبي هدفا مهما وهو لفت انتباه العالم إلى أن السودان بلد واعد في مختلف المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية والصناعية وغيرها.
المؤتمر الذي حضره ممثلون رفيعون لأكثر من خمسين دولة ومنظمة نجح كذلك في فك لعنة الإرهاب التي التصقت بالسودان لثلاثة عقود.. الأمر الذي من شأنه فك كل القيود التي كبلت اقتصاده.
ولابد أن نزجي الشكر إلى كل هذه الدول والمنظمات الدولية التي أعلنت عزمها واستعدادها لمساعدة الشعب السوداني لتحقيق انتقال ناجح لحكم ديمقراطي بقيادة المدنيين.. و في مقدمة تلك الدول دول الجوار.
لقد أرسل هذا المؤتمر رسالة مفادها أن جميع تلك الدول حريصة كل الحرص على بناء علاقات شراكة حقيقية مع السودان تمكنه من استعادة مكانته في المجتمع الدولي ليمارس دوره المعتاد كعضو فعال ومنتج.. وجميع تلك الدول تتذكر كيف كان السودان قبل أن يدخل إلى النفق المظلم.
كما أن هناك رسالة أخرى يمكن قراءتها تفيد بأن المجتمع الدولي بحاجة إلى السودان في كثير من مجالات الحياة، وقد كتب كثير من الخبراء في هذا الصدد لاسيما في مايتصل بتحقيق الأمن الغذائي للعالم كأحد أهم ثلاث دول جنبا إلى جنب مع أستراليا وكندا .
الدعم المالي الذي سيقدم لصالح السودان من الدول التي سجلت مشاركتها في هذا المؤتمر الاسفيري سيقدم في صورة دعم لبرامج تنموية مختلفة وخدمات معينة بحسب إمكانية واستطاعة كل دولة مايعني أنه لن يكون ملحوظا بشكل مباشر على اقتصاد البلاد في الأمد المنظور.. إلا أن انعقاد المؤتمر في حد ذاته وحضوره من قبل دول خاصمت السودان طويلا وصنفته دولة راعية للإرهاب سيشكل دفعة قوية لاعادة تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية المباشرة مع السودان كما سيبعد عنه مالحق به من لعنة دعم الإرهاب.
جدير بالذكر أن السودان على بعد خطوات من رفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية بتأكيد متكرر من الخارجية الأمريكية التي استبقت المؤتمر ببيان أوضحت فيه أن السودان وحكومته الحالية ملتزمة بمكافحة الإرهاب، لذا فإن الأمر سينتهي في أقرب الآجال.. وظني أن إعلان البراءة مرتبط بحل قضية متضرري تفجيرات السفارات الأمريكية التي تورطت حكومة الاخوان المسلمين في تقديم الدعم والتدريب لمنفذيها، وتشير المعلومات إلى قرب التوصل لاتفاق بين حكومة السودان وأهالي الضحايا حول التعويضات.
ومع أن التفاؤل سيد الموقف الا أن ما يخشاه السودانيون أن يصبح هذا المؤتمر كسابقه من المناسبات التي نتجت عنها وعود سواء بتقديم دعم اقتصادي مباشر او بإعفاء من الديون دون تحقيق مايذكر.. لكننا متمسكون بالتفاؤل اليوم لأن عددا من تلك المناسبات كانت إبان حكم النظام البائد.. كما أن التزامات الشركاء هذه المرة متفق عليها مسبقا وسبل توفير الدعم واضحة المعالم وتتماشى مع الفترة الراهنة التي يمر بها العالم .
ولعل الإعفاء من الديون ولو جزئيا هي كلمة السر التي ستحرر السودان من قيود جلبها له أفشل الأنظمة في العالم، وهنا نسجل كلمة شكر لكل الدول التي أعلنت إعفاء السودان من ديونه وإن بشكل جزئي..
كما نتمنى أن تبادر دول العالم إلى مساعدة الشعب السوداني في استرداد أمواله عبر إجراء تحقيقات بالتعاون مع السلطات السودانية في ملكية تلك الأموال.