أرمينيا وأذربيجان.. أزمة قديمة تتجدد على وقع الصراعات الإقليمية والدولية
أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية عن مقتل جندي أرمني اليوم الاثنين نتيجة المواجهات التي جرت على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، ليرتفع بذلك عدد القتلى في المعارك الاخيرة في المنطقة إلى 19.
و حول ذلك تحدث لوكالة أنباء هاوار الخبير المصري في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب قائلًا: “هناك خلفيات تاريخية معروفة وهي فكرة النزاع على منطقة تقع جنوب غرب أذربيجان، بالإضافة لوجود توترات عرقية ودينية والتي تعتبر سبب الأزمة الحقيقية ما بين الطرفين”.
وحول سبب عودة التصعيد مجددًا قال أديب: “هناك من ينفخ في هذا الصراع وهناك من يدعم أذربيجان لكي تعيد الحديث في هذه المنطقة التي تقول أن أرمينيا سيطرت عليها، وهي تركيا والتي ترى بصبغتها الإسلامية من خلال أردوغان ودعمه لجماعات دينية متطرفة، أن أذربيجان أقرب لها من أرمينيا التي تناصب تركيا العداء، وترى أن أجداد أردوغان قاموا بمذبحة كبيرة وأبادوا ناس كثيرين في أرمينيا، وبالتالي يتم دعم أذربيجان بشكلٍ كبير في إحياء هذه القضية”.
وأوضح الخبير المصري أن “السبب الأهم والرئيسي في هذا النزاع المتواصل هو استخدام أذربيجان في هذه المعركة ضد خصوم تركيا، وأرمينيا من الخصوم السياسيين للأتراك قديمًا وحديثًا”.
وحول توقيت التصعيد يرى أديب أن “التوقيت يبدو مهمًا، إذ إن هناك أزمة حقيقية لدى تركيا في المنطقة وهي تدخلها في صراعات كثيرة، وهناك ضغوط شديدة تمارس عليها قد تكون هذه الضغوط ربما من قبل الروس، والروس هم حلفاء لأرمينيا، ويجمعهم تحالف عسكري وسياسي تقوده موسكو، كما هو معلوم وفق منظمة معاهدة الأمن الجماعي”.
وأضاف “تستخدم تركيا أذربيجان لإثارة القلاقل مع الخصوم السياسيين سواء في أرمينيا أو مع الحلف الروسي، لأنه في النهاية لتركيا مطالب تريد تنفذيها عبر إثارة هذه القلاقل وبدعم أذربيجان لإثارة هذا الخلاف الذي يسبب صداع للأرمن وللروس بنفس الوقت”.
وبخصوص سيناريوهات الأحداث قال أديب “سوف يستمر الوضع على ما هو عليه، هذه القضية مثارة ما بين الطرفين قبل قرنٍ من الزمن، وحلها يبدو صعبًا في ظل التعقيدات السياسية في المشهد الدولي والإقليمي، وبالتالي تركيا سوف تستخدم أذربيجان ورقة للضغط على الأرمن لأن الأرمن يطالبون بمحاكمة تركيا على الإبادة التي مارستها الدولة العثمانية قديمًا ضد الأرمن وهذا يسبب صداع لهم”.
وأضاف “تركيا وروسيا لا تتفقان في بعض الملفات ففكرة إثارة هذه القضية أيضًا تسبب أزمة كبيرة لدى روسيا ولذلك تركيا تضغط على الروس من هذه الزاوية”.
واختتم منير أديب حديثه قائلاً: “التطورات لن تتجه إلى شيء، هذه قضية يتم استخدامها فقط وسوف يظل الصراع على ما هو عليه ربما لمئة عام قادمة”.