تجدد أعمال العنف في ولاية كسلا شرقي السودان
كسلا – بوابة السودان
تجددت أعمال العنف في ولاية كسلا شرقي السودان، الخميس، إثر اشتباكات قبلية بين مؤيدين ومعارضين للوالي الجديد، صالح عمار، أسفر عن وقوع إصابات بين المواطنين.
ويحظى عمار بتأييد قبيلة البني عامر التي ينحدر منها ويجد مؤازرة من اثنية البجا ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير التي رشحته للمنصب، لكن قبيلة الهدندوة أعلنت رفضها للوالي وقالت إنها لن تسمح بتوليه مقاليد السلطة في الولاية المتاخمة لدولة اريتريا.
وأفاد شهود عيان ، أن المدينة شهدت إطلاق نار كثيف، وحرق وسلب ونهب للمتاجر في أسواق “النساء” و”هيكوتا” الخاص بيع الأقمشة بالسوق الكبير بالمدينة، على بعد أمتار من الحامية العسكرية بالمدينة، وسط غياب تام للأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأشاروا الى أن بعض سيارات الجيش وصلت الى المنطقة المشتعلة لكنها غادرتها سريعا دون التدخل في حسم الوضع الذي تحول الى فوضى عارمة.
كما أغلق آلاف المحتجون، من قبيلة “الهدندوة”، الطريق القومي، المؤدي إلى موانئ سواكن وبورتسودان، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو لإغلاق الطريق القومي، بالمتاريس، وإطارات السيارات المشتعلة.
وقال مصدر حكومي رفيع إن جهات بعينها تعمل على اشعال الحرب القبلية في شرق البلاد باستغلال بساطة الأهالي هناك وتزكية روح القبلية دون ان يستبعد استمرار الصدامات وتطورها الى سيناريوهات أسوأ خلال الساعات المقبلة ما لم تتدخل السلطات على أعلى مستوى لمعالجة الوضع المأزوم.
وتحدثت أنباء متطابقة عن تعرض ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك لمحاولة اغتيال إثر استهداف سيارته برصاص مباشر لكنه نجا بإعجوبة.
وشارك الآلاف الأربعاء، في تظاهرة لدعم الوالي المعين حديثا صالح عمار، ليتسلم مقاليد حُكم الولاية، بينما أعلنت قوات الشرطة إرسال تعزيزات عسكرية عبر الطيران للحيلولة دون تجدد العنف القبلي.
ونظمت التظاهرة قبيلة “البني عامر”، التي ينحدر منها الوالي، إضافة إلى مكونات اجتماعية أخرى بينها أنصار رجل الدين سليمان بيتاى.
وقُتل شخص وأصيب 18 آخرين، في سوق كسلا، الثلاثاء الماضي، إثر اعتراض أفراد من قبيلة “الهدندوة” لأبناء قبيلة “البني عامر”، كانوا يسيرون موكبا دعائيا للإعلان لحشد التظاهرة.
وفي أول رد فعل من الوالي صالح عمار، قال في بيان أصدره يوم الأربعاء إن إقامته في العاصمة الخرطوم قرابة الشهر منذ أدائه القسم واليا لولاية كسلا تمت بطلب من رئيس الوزراء.
واتهم صالح جماعات النظام البائد بمحاولة نسف استقرار شرق السودان ووقف عملية إكمال مؤسسات الحكم الانتقالي بدعم مباشر وسخي من جهات إقليمية.
وقال في بيانه إنه بعد التشاور مع عدد كبير من الشركاء تم التوصل إلى قناعة بأن الاستجابة لمطالب المجموعة الرافضة سيفتح الباب لمزيد من الضغوطات والابتزاز بشأن قضايا وطنية مهمة.