سجال حاد حول ضوابط محاكمة الرئيس الأميركي مع بدء النقاشات
واشنطن, 21-1-2020 (أ ف ب) – بدأت النقاشات في اطار المحاكمة لعزل دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء بمعركة مريرة حول ضوابطها مع اتهام الديموقراطيين للجمهوريين بتدبير تبرئة بحسب رغبة رئيس الولايات المتحدة.
بعد خمسة أيام من أداء اليمين الدستورية لاحقاق العدالة ب”نزاهة”، اجتمع أعضاء مجلس الشيوخ المئة بعيد الساعة 13,00 ظهرا (6:00 ت غ) في مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس في واشنطن ، برئاسة رئيس المحكمة العليا جون روبرتس.
لكن قبل البدء بالنقاشات حول القرار الاتهامي بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، كما اقرهما مجلس النواب في كانون الاول/ديسمبر، خاض الطرفان مواجهة قوية بشأن ضوابط المحاكمة.
وقدم رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ضوابط هذه المحاكمة التي تشوش على الحملة الانتخابية لترامب قبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية.
وفي البرنامج، جلسات استماع مدتها 24 ساعة للاتهام ومثلها للدفاع ليقدم كل طرف حججه، كل ذلك في ستة أيام حدا أقصى، ثم 16 ساعة مخصصة لاسئلة أعضاء مجلس الشيوخ.
وقال ماكونيل الواسع النفوذ الذي قلص مدة هذه المرحلة الأولية قليلاً قياسا مع اقتراحه الأول “هذه خريطة طريق عادلة لمحاكمتنا”. الا انه لا يخفى رغبته في أن يقدم لترامب بشكل سريع البراءة التي يأملها في غضون أسبوعين.
-“عار وطني”-
ووجه الديموقراطيون اقسى العبارات للتنديد بهذا الاقتراح.
وانتقد النائب آدم شيف، مدعي عام المحاكمة، الجمهوريين لتنظيمهم “محاكمة مزورة” في مجلس الشيوخ. ويعتقد الجمهوريون أن الديموقراطيين أجروا تحقيقا “ملفقًا” في مجلس النواب.
وقال “إنهم يقلصون فترة المحاكمة” بحيث تكون جلسات الاستماع “في ساعة متأخرة من الليل” عندما “لا يكون الأميركيون يتابعون” ما يحدث.
بدوره، اشار زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الى “عار وطني” متهما ماكونيل ب “تبني إرادة الرئيس لإخفاء أخطائه”.
وقال انه كان عليه إدخال عدة تعديلات من اجل مزيد من الوقت للنقاشات والمطالبة بتقديم الوثائق واستدعاء الشهود الرئيسيين.
لكن فرصه للفوز في المواجهة ضئيلة. فمع 53 من اصل 100 عضو في مجلس الشيوخ، يمكن للجمهوريين الفوز بجميع عمليات التصويت الإجرائية حيث من المضمون أن يكونوا قادرين على تبرئة ترامب في نهاية المطاف.
وقال شومر متقربا من حفنة من أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين الذين يعتبرون أكثر اعتدالا “نحتاج إلى أربعة جمهوريين على استعداد لاختيار جانب العدالة”.
واضاف “سيواجه الشيوخ الجمهوريون خيار اكتشاف الحقائق أو الانضمام إلى ميتش ماكونيل والرئيس ترامب في محاولة التستر”.
وترامب لن يحضر المحاكمة وهو الرئيس الثالث فقط الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1999.
-“لم يرتكب خطأ”-
لكنه اغتنم رحلته إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس للترويج ل”عودة الحلم الأميركي”. ووصف محاكمته مرة أخرى الثلاثاء بأنها “مهزلة” و “حملة شعواء”.
وفي صلب المحاكمة مكالمة هاتفية في تموز/يوليو طلب خلالها ترامب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق حول جو بايدن، خصمه الديموقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتهم الديموقراطيون الذين يشكلون الغالبية في مجلس النواب ترامب بممارسة الابتزاز مع كييف لتبدأ التحقيق حول بايدن أو انه سيوقف المساعدات العسكرية.
لكن محاميه يقولون في مذكرة من 110 صفحات رفعت إلى مجلس الشيوخ الاثنين ان “الرئيس لم يرتكب أي خطأ”.
ويشكل هؤلاء خط الدفاع عن رجل الأعمال السابق البالغ 73 عاما والذي يطلق الاستفزازات ويرغب في كسر القواعد السياسية. ومنذ الكشف عن المسألة في ايلول/سبتمبر، يكرر ان مكالمته مع رئيس أوكرانيا كانت “مثالية”.
ودعا الفريق القانوني للبيت الأبيض، وضمنه بعض نجوم القضاء مثل المدعي العام السابق كينيث ستار الذي حاول اسقاط بيل كلينتون في قضية لوينسكي، مجلس الشيوخ إلى “تبرئته على الفور”.
لكن آدم شيف يريد عكس ذلك الاثبات أن ترامب “ارتكب ثلاثة أخطاء دستورية تستحق العزل. فقد ايد تدخلا أجنبيا، ووضع الأمن القومي في خطر وحاول الغش في الانتخابات المقبلة”.