24/11/2024

بوابة السـودان

صحيفة إلكترونية مستقلة

هل يعلم حمدوك أن الشعب اختار المعادلة الصفرية وانتصر؟

عباس محمد – صحفي

يعيب علينا البعض, السؤال عن سر صمت مكتب رئيس وزراء الثورة بشأن لقاء جمع حمدوك رئيس الجبهة الوطنية للتغيير غازي صلاح الدين. فأرضية دفاعهم أن حمدوك هو رئيس وزراء كل السودانيين ومن حقه أن يلتقي من يريد, وهذا قفز بعيد عن جهور سؤالنا؛ عن ماهية أسباب التكتم؟؟

السودانيين علموا بهذا اللقاء الذي تم برغبة (مشتركة) من السيد غازي وليس عبر تصريح صحفي من مكتب رئيس الوزراء, ومن الواضح إن اللقاء تم بترتيبات تقودها المجموعة التي تحيط بحمدوك وترسم خارطة سياسته بعيدا عن أهداف الثورة, قريبا من رغبات دونالد بوث القديمة ٢٠١٣م.

عندما عين باراك أوباما دونالد بوث مبعوثا خاصا لدولتي السودان وجنوب السودان 2013، كان الصراع محتدماً بين البلدين. وكان التبرير هو أن اي حراك سياسي لاسقاط نظام البشير لن يكون في مصلحة الإقليم وسيقود للفوضى في المنطقة في ظل فشل وتوتر المنطقة بسبب ما يعرف بالربيع العربي. وفي ذلك الوقت كانت فكرة ” بوث” هي  محاولة تأسيس حكومة فترة انتقالية تشارك فيها كل القوى الإسلامية والحركات المسلحة والمعارضة المدنية, وهو ما يعرف ب”الهبوط الناعم” في ذلك الوقت والذي نتج عنه حوار الوثبة والحوار الوطني وهو أمر انقسمت فيه القوى السياسية فالبعض أستقبله بالترحيب والبعض الآخر بالرفض.  

عليه هناك أمر واجب الإشارة إليه, هو أن السودانيين اختاروا المعادلة الصفرية وخاضوا التحدي من أجل تغيير حقيقي, لا يساوم لإعادة إنتاج النظام كما تفعل وزارة الفترة الانتقالية عبر تعيناتها ونفاجاتها من المعلوم أن التكتم هو معكوس الشفافية التي ظل يرددها رئيس وزراء الثورة, المحكوم بتنفيذ أهدافها دون تفريعات تنادي بضرورة المساومة؛ التي بدأ حوارها دكتور الشفيع خضر قبل ١٠ سنوات حسب ما جاء على لسان القيادي الإسلامى المحبوب عبد السلام في حوار صحفي للصيحة.

الأصوات المطالبة بالصمت و التوقف عن مطاردة مكتب رئيس الوزراء من أجل الخروج عن صمته والتوضيح للرأي العام بلاوعي أو بعاطفة تريد من السودانيين التنازل عن حقوق لا يجب التغافل عنها, وإن فعلوا سيحصلوا على ذات الخمر القديم في قوارير حديدة, و سيساعدوا في ميلاد استبداد لا فكاك منه.

٤٨ ساعة ولازال مكتب رئيس وزراء الثورة يمارس الصمت حتى الآن عن لقاء غازي صلاح الدين العتباني وحمدوك الذي تم برغبة مشتركة حسب تصريح الأول.

——