كورونا يضرب بورصات الشرق الأوسط وفورمولا البحرين بدون جمهور
قالت البحرين إن جولة سباق “فورمولا وان” – التي تقام على أراضيها هذا الشهر – ستكون “للمتنافسين فقط” بدون متفرجين بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد.
يأتي ذلك في وقت عانت فيه أسواق الأسهم في الشرق الأوسط من انخفاض حاد وسط تراجع الطلب على النفط الخام، وعجز منظمة أوبك عن الاتفاق على خفض الإنتاج.
قرار البحرين دليل آخر على الاضطراب الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط بسبب فيروس كورونا المستجد ومرض (كوفيد-19)، يوجد في المنطقة الآن أكثر من 6900 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، معظمها في إيران.
أعلنت إيران اليوم الأحد وفاة 49 شخصا خلال ال 24 ساعة الماضية وحدها، ما يرفع عدد القتلى في الجمهورية الإسلامية إلى 194 من أصل 6566 حالة إصابة مؤكدة.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحفي.
نقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية قرار ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة. وقال ولي العهد إن القرار يهدف للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وعشاق السباقات.
و من المقرر أن ينطلق السباق في 22 مارس/ آذار المقبل.
ذكرت حلبة البحرين الدولية في بيان “امتثالاً لأمر صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، تعلن حلبة البحرين الدولية أن السباق سيقتصر على المشاركين فقط وسيتم نقله متلفزا.”
وأضافت “الحلبة نوهت بما اتخذته مملكة البحرين من إجراءات احترازية وتدابير وقائية حسب المعايير الدولية أسهمت في احتواء فيروس كورونا ومنع انتشاره، ما جعل البحرين موضع إشادة وتقدير من قبل منظمة الصحة العالمية في طريقة تعاملها مع الفيروس لاحتوائه ومنع انتشاره.”
أعلنت البحرين إصابة 79 حالة مؤكدة بالفيروس حتى الآن.علقت المملكة حركة السفر الجوي بشكل كبير، وحثت السكان – الذين سافروا مؤخراً من إيران – على تقديم أنفسهم للاختبار، محذرة بأنهم سيحاكمون إذا لم يفعلوا ذلك.
ألغت البحرين سباق عام 2011 بسبب احتجاجات الربيع العربي هناك، لكنها استأنفت السباق في عام 2012 بحضور جماهيري.
جاء القرار في الوقت الذي لا تزال فيه أستراليا مستعدة لعقد سباق فورمولا وان في 13 مارس/ آذار بحضور جماهيري.
لم ترد إدارة السباق على مكالمات أسوشيتد برس لطلب التعليق.
يوجد بالشرق الأوسط حاليا اكثر من 6980 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، معظمها في ايران، حيث قفزت حصيلة الضحايا بنسبة 25 بالمائة يوم الاحد الى 194 متوفيا من بين 6566 حالة إصابة مؤكدة.
وأعلنت مصر اول حالة وفاة بأراضيها يوم الاحد لسائح ألماني (60 عاما) توفي في مستشفى بمنتجع بالغردقة على البحر الأحمر.
وقالت وزارة الصحة ان نتائج اختباراته جاءت إيجابية يوم السبت، وانه كان متواجدا بالبلاد منذ أسبوع.
في السعودية، فرضت السلطات الحجر الصحي على القطيف في المنطقة الشرقية بالمملكة، قائلة إن المحافظة هي منشأ جميع حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس المستجد في المملكة البالغ عددها 11 حالة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه سيتم السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بينما سيتم إغلاق جميع المكاتب الحكومية غير الحيوية والمتاجر والمدارس.
في الوقت نفسه، عانت أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط من انخفاضات حادة اليوم الأحد.
كانت بورصة الكويت الأكثر تضررا، حيث انخفضت الأسهم بأكثر من 10 بالمائة. أدت الخسائر إلى إغلاق تلقائي للبورصة، وهو الثاني في الأيام الأخيرة. كما أغلق مؤشر سوق دبي المالي منخفضا بنسبة 7.87 بالمائة في عمليات بيع حادة. و انخفض مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسبة 5.37٪.
تراجع مؤشر بورصة “تداول” السعودية بأكثر من 8.32٪ مع اغلاق السوق، حيث انخفض سهم “أرامكو السعودية” المتميز عن سعر الطرح العام الأولي لأول مرة. وعرضت شركة النفط السعودية التي تديرها الدولة حصة من أسهمها للمستثمرين في السوق في ديسمبر/ كانون أول الماضي.
كما بدأت البورصة المصرية تداولات الأسبوع الجديد على انخفاض حاد لمعظم أوراقها المالية وأغلق مؤشر إي جي اكس 30 الرئيسي منخفضا بنحو 4 في المائة.
فشلت أوبك وحليفها الرئيسي روسيا في الاتفاق على خفض إنتاج النفط يوم الجمعة. أدى ذلك إلى تراجع كبير في أسعار النفط الخام، السلعة الأساسية في الشرق الأوسط. بيع خام برنت القياسي يوم الأحد بحوالي 45 دولارًا للبرميل، بانخفاض حوالي 11٪ عن العام السابق.
انخفض الطلب على النفط بسبب تأثر السفر الجوي بانتشار الفيروس. و ذكرت وكالة أنباء (إسنا) الإيرانية شبه الرسمية اليوم الأحد أن شركة طيران (إيران إير) الحكومية أعلنت وقف جميع رحلاتها إلى أوروبا وسط تفشي المرض.
وقالت إنها تجري مفاوضات لاستئناف رحلاتها الاوروبية، بدون الخوض في تفاصيل. في الوقت ذاته، ومع اقتراب السنة الإيرانية الفارسية الجديدة، المعروفة باسم النوروز، واصل المسؤولون الضغط على المواطنين لعدم السفر والبقاء في البلاد. و أكد المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور، الذي قدم احصائيات جديدة عن الضحايا الإيرانيين الأحد، أنه لا ينبغي على الناس حتى حضور الجنازات.
بالفعل، هددت السلطات الجمهور بأنه يمكنها استخدام “القوة” لمنعهم من مغادرة المدن الكبرى. كما حثت المحافظات المطلة على بحر قزوين والخليج العربي المواطنين على عدم السفر إلى هناك لقضاء العطلة المقبلة.
وقال الرئيس حسن روحاني، بحسب التلفزيون الحكومي: “أحث الناس على توخي الحذر وتجنب التنقل والسفر غير الضروريين”. و في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، توفي سبعة أشخاص جراء تناولهم كحول الميثانول السام معتقدين على نحو خاطئ أنه يمكنه علاج فيروس كورونا، حسبما أوردت وكالة أنباء إرنا التي تديرها الدولة.
نقلت الوكالة عن نائب المدعي العام، علي بيرانواند، قوله إنه تم نقل 48 شخصا آخرين إلى المستشفى، أصيب بعضهم بالعمى.