“ما بنخذلك يا حمدوك واثقين ما بتخذلنا”
بوابة السودان – الخرطوم
خرج مئات الآلاف من المتظاهرين السودانيين في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى اليوم الثلاثاء، للمطالبة بتحقيق السلام والعدالة واستكمال هياكل السلطة، كأهداف لثورتهم التي اندلعت قبل عام ونصف، وأطاحت بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاما على حكمه.
“ما بنخذلك يا حمدوك واثقين ما بتخذلنا” هتاف شق عنان السماء
في أمدرمان.. ساعتان من الزمان وحشود الثوار تزحف غير عابئة بهجير الشمس و طول المسير وهي تتحرك من مناطق شمال أمدرمان تريد وسط المدينة في الأربعين والعرضة ، أرض أمدرمان القديمة الرافضة للظلم.
وفي حي بري شرق الخرطوم تجمع قرابة ألفي متظاهر في ميدان وسط الأحياء وتحدث إليهم أحد منظمي التظاهرة قائلا: هذا الموكب لتصحيح المسار وليس لإسقاط الحكومة.
في محلية شرق النيل بدأ موكب الريف الجنوبي ( سوبا، الكرياب ومرابيع الشريف) الانطلاق الى مركز التجمع أمام مستشفى شرق النيل.
وخرجت مواكب الحاج يوسف (الردمية، شارع واحد شرق ستة) في وقت مبكر وَوصلت الي مباني محلية شرق النيل بحي حِلة كُوكُو.
أما في غرب البلاد وتحديدا في مدينة الجنينة ومدن ومحليات غرب دارفور فقد خرجت المواكب بالتزامن مع الولايات الأخري، مرددة شعارات كان أبرزها ما يتعلق بتحقيق السلام وتحقيق مطالب الثورة.
وفي مدينة دنقلا- عاصمة الولاية الشمالية التي تبعد حوالي 600 كلم شمال العاصمة فقد نظم “قرابة ألف شخص أغلبهم من الشباب مسيرات، وهم يحملون لافتات كتب عليها (أهداف الثورة كاملة…السلام…القصاص للشهداء).
أما في ولاية الجزيرة – جنوب الخرطوم- فقد خرج آلاف المواطنين من جميع أحياء و أرياف مدينة ود مدني وذلك تجديدا للعهد مع شهداء الوطن والمضي قدما نحو تحقيق أهداف وغايات ثورة ديسمبر المجيدة ودعما لخطط وبرامج حكومة الثورة تجاه تكملة هياكل السلطة المدنية وتحقيق السلام العادل والقصاص لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة ودعم الجهود الرامية لتحقيق رفاهية إنسان السودان بتوفير الخدمات الأساسية له.
وعلى الرغم من حرارة الطقس في العاصمة وبعض المناطق الأخرى إلا أن الأعداد كانت في تزايد مضطرد حتى نهاية هذا اليوم، وقد التزم بعض المتظاهرين بارتداء الكمامات كإحدى الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس كورونا والتي نادى بها منظموا المسيرات
ارتقاء شهيد وعدد من الإصابات
وعلى الرغم من أن السلمية كانت سيدة الموقف في مسيرات اليوم إلا أن عددا من المواطنين أصيب بجراح جراء احتكاكات ببعض عناصر الشرطة في بعض أحياء العاصمة الخرطوم ما أسفر عن إصابات متفاوتة بالرصاص والدهس إضافة إلى إصابة أحد المواطنين ويدعى علي محمد علي برصاصة مباشرة في الصدر فقد على إثرها حياته وارتقى شهيدا قبل الوصول إلى مستشفى أمدرمان
هذه النتيجة السلبية التي انقضى عليها اليوم دفعت إلى مطالبة قطاع عريض من الشارع السوداني بإقالة وزير الداخلية والمدير العام للشرطة كأحد أبرز المطالب المستعجلة مع البدء الفوري في تنفيذ مطالب ثورة ديسمبر المجيدة ، وقد تحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى الشعب في تنوير صحفي مباشر واعدا بالبدء فورا في تنفيد تلك المطالب ومترحما على شهيد .أمدرمان