أديس أبابا.. الجولة الرابعة والأخيرة من محادثات سد النهضة.
بدأت صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاجتماعات الوزارية الفنية للدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل سد النهضة ، بحضور ممثلين من وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي.
ودعا وزير الري والموارد المائية بروفيسور ياسر عباس خلال الجلسة الافتتاحية، الأطراف الثلاث لإكمال مشوار الحوار والمداولات الهادفة حول أوجه الخلاف في عملية الملء الأول و التشغيل السنوي للسد، وأكد أن الفرص لاتزال سانحة و متعددة للتعاون بين السودان وإثيوبيا ومصر، في مجالات مشاريع التنمية المختلفة كالطاقة، الزراعة، الملاحة وغيرها.
وناقش الإجتماع في يومه الأول مقترحات الدول الثلاث الخاصة بموجهات ملء وتشغيل السد والتي حظيت بقدر كبير من الحوار، والذي يستمر غدا بغية الوصول لوفاق حول المواضيع ذات الصلة.
الجدير بالذكر أن المقترح الذي قدمه السودان للملء والتشغيل قد بني على المقترح السابق الذي طرح في اجتماع القاهرة في الثاني من ديسمبر الماضي وبتفصيل أكثر في إجتماع الخرطوم في 21 ديسمبر الماضي وتم إضافة بعض التعديلات في المقترح خلال اجتماع اليوم.
قال وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، إن بلاده ملتزمة بتبني قواعد لملء وتشغيل سد النهضة، لا تلحق أي أضرار بمصالح دولتي المصب (مصر والسودان).
جاء ذلك خلال كلمة بقلي بالجلسة الافتتاحية للجولة الرابعة والأخيرة من محادثات سد النهضة بأديس أبابا لاستكمال المباحثات المتعلقة بقواعد ملء وتشغيل السد.
ودعا الوزير الإثيوبي إلى ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية للاجتماعات الفنية والتي تعدو الأخيرة.
وقال: “إثيوبيا ليست لديها أي نوايا للإضرار بمصالح مصر والسودان وإنما تسعى إلى التنمية من خلال بناء سد النهضة لتوليد الطاقة المستدامة وتلتزم بشدة باتفاق إعلان المبادئ، مشددا على ضرورة التركيز على الحلول الفنية للقضايا الفنية العالقة”.
من جهته قال محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية المصري، إن مصر جاءت ببعض الأفكار والمفاهيم التي تأمل في أن تُسهم في التوصل إلى اتفاق شامل حول عملية ملء وتشغيل السد. وأكد على أنه وفقا لإعلان المبادئ يجب أن تحمى دول المصب من أي أضرار من بناء السد. وأضاف: “في الوقت الراهن تعاني مصر من نقص في المياه يصل إلى 21 مليار متر مكعب في العام، وهو ما تقوم بمعالجته”.
وأشار إلى أن هناك “عناصر أساسية حول سد النهضة تتمثل في مرحلة الملء، وأن إجراءات مواجهة الجفاف وقواعد ملء وتشغيل عادلة ومتوازنة تمكن إثيوبيا من إنتاج الطاقة مع الحفاظ على مستوى المياه في سد أسوان”. ولفت إلى أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى تقدم ملحوظ في هذه المفاوضات بشأن القضايا المطروحة. وعبّر عن أمله في التوصل إلى مسودة اتفاق خلال اليومين من المناقشات.
أما وزير الري السوداني ياسر عباس فقال إن بلاده جاءت بقلب مفتوح لهذا الاجتماع للتوصل إلى اتفاق حول القضايا العالقة. وأضاف أن هذه الجولة شملت 4 اجتماعات في المنطقة و3 في واشنطن خلال فترة وجيزة وضعت ضغطا كثيرا عليهم. وتابع: “على الرغم من التقدم فإن السودان يأمل في أن تكون هذه الاجتماعات بنّاءة في التوصل إلى اتفاق في هذا الاجتماع والاجتماع المقبل”.
ويقول الجانب المصري إنه يسعى إلى التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد يحقق مصالح الدول الـ3 ويحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالي، بما يحافظ على استدامة النهر والمنفعة المشتركة.
في حين يؤكد الجانب الإثيوبي أن المخاوف بشأن السد لا محل لها، وأن فوائد السد ستعود على الدول الـ3 دون الإضرار بمصالحها المائية.
ويعتبر هذا الاجتماع الرابع والأخير من سلسلة الاجتماعات التي أقرها وزراء المياه والخارجية بواشنطن في السادس من نوفمبر الماضي.