مونديال 2022: قطر وفيفا ينشران أول استراتيجية مشتركة لاحترام الحقوق
الدوحة, 21-1-2020 (أ ف ب) – نشرت قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (+فيفا+) الثلاثاء أول خطة مشتركة لاستراتيجية الاستدامة الخاصة بمونديال 2022، مع تعهد الدوحة باحترام حقوق العمال والمثليين الى جانب حماية الناشطين والصحافيين.
وواجهت قطر انتقادات من جانب جمعيات حقوق الإنسان بشأن معاملتها للعمال الأجانب الذين يعملون في مشاريع منشآت كأس العالم، وبخصوص قوانينها التي تجرم المثلية الجنسية.
كما تحدد “استراتيجية الاستدامة” المكونة من 112 صفحة، التزامات تتعلق بالاستدامة تشمل بناء كفاءات بشرية وحماية حقوق العمال، تقديم تجربة شاملة على مستوى البطولة، تحفيز النمو الاقتصادي، تقديم حلول بيئية مبتكرة، إرساء نموذج للحوكمة الرشيدة والممارسات التجارية الأخلاقية بحسب ما ذكر موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة للمونديال الأول في الشرق الأوسط.
وكشفت اللجنة المنظمة المحلية والاتحاد الدولي “فيفا” في بيان أنه “تم تفصيل ما مجموعه 22 هدفا، الى جانب أكثر من 70 مبادرة وبرنامجا لتنفيذ الاستراتيجية”.
وفي ما يخص حقوق العمال، قالت الوثيقة أن قطر ستعزز “ظروف العمل والمعيشة اللائقة والتوظيف العادل، بما في ذلك الوصول الفعال” الى التدابير العلاجية، و”تشمل الجهود تدابير لحماية حقوق العمل وتعزيز بيئات عمل آمنة ومأمونة لجميع العمال المرتبطين بها، لاسيما العمال الأجانب في قطر، وتجنب أي عمل قسري وعمالة الأطفال”.
ورأى المحلل المتخصص بمنطقة الخليج جيمس دورسي أن الإستراتيجية “تضع ضغطا على قطر”، موضحا “قد يلقى ذلك (الاستراتيجية المشتركة) ترحيبا جيدا من قطر، وقد شاركت في صياغة هذه الوثيقة. إنها تساعدهم على التعبير عن أنفسهم كمدافعين عن حقوق الإنسان والقيم”.
لكن دورسي حذر بأنه من غير الواضح كيف سيتم مراقبة تنفيذ كل هذه “المبادئ السامية بالنسبة لفيفا”.
وتحتوي الاستراتيجية أيضا على تعهد بأن تتلاءم جميع الملاعب والمكاتب الدائمة مع المعايير الصارمة للنظام العالمي لتقييم الاستدامة (جي أس أيه أس) من أجل تقليل الآثار البيئية.
وكشفت الوثيقة أن المنظمين سيحسنون “المعايير المستدامة للبناء والمعدات في قطر”، مع السعي لاستخدام مواد بناء صديقة للبيئة حيثما أمكن ذلك.
وتعهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الأمم المتحدة العام الماضي بأن تعمل البطولة على تحييد أثر الكربون (+كاربون نيوترل+)، لكنه لم يقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
وتشدد الوثيقة على أن البطولات المقامة تحت اشراف الفيفا تحظر “التمييز من أي نوع ضد أي بلد، شخص عادي أو مجموعة من الأشخاص على خلفية العرق، لون البشرة، الأصل العرقي أو القومي أو الاجتماعي، الجنس، الميول الجنسية، الإعاقة، اللغة، الدين، الرأي، الثروة، الولادة أو أي وضع آخر”.
وأضافت الوثيقة “كدولة مضيفة لكأس العالم 2022، تدرك قطر تماما مسؤوليتها في الالتزام بسياسات فيفا في مجال حقوق الإنسان وعدم التمييز”.
وسيتلقى رجال الأمن تدريبات وإرشادات متخصصة في مجال حقوق الإنسان حول كيفية التعامل مع الناشطين في مجال الإعلام وحقوق الإنسان.
ورأت الأمينة العامة لفيفا السنغالية فاطمة سامورا أن “كأس العالم تتيح لنا فرصة فريدة لإحداث تغيير إيجابي، وهي فرصة يحرص كل من فيفا وقطر على الاستفادة منها. ذلك أن جميع الجوانب الهامة المتعلقة بالحدث تم تحديدها ومعالجتها على الوجه الأنسب في إطار هذه الاستراتيجية، من رعاية العمال وحقوق الإنسان إلى مكافحة التمييز وحماية البيئة على سبيل المثال”.
ومن جهته، قال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي أنه “عندما ترشّحت قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، فإنها فعلت ذلك بناءً على رؤية تهدف إلى الاستفادة من البطولة كحافز للتغيير المستدام على المدى الطويل في قطر ومختلف أنحاء العالم العربي”.
وتابع “منذ البداية، كنا نؤمن بقوة كرة القدم وكأس العالم في تعزيز الابتكار وبناء الجسور بين الثقافات والشعوب، وتسريع عجلة التغير الاجتماعي الإيجابي. وفي النهاية سيكون الإرث الذي سيتركه تنظيم البطولة في قطر هو مقياسنا لمدى نجاحها. إن هذه الاستراتيجية ستساعد قطر على تحقيق هذه الرؤية وضمان نجاحها”.