البرهان يطلع مجلس السيادة السوداني على اجتماعه بنتانياهو
عقد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي الثلاثاء اجتماعا مع المجلس الحاكم لاطلاعه على ما جرى في اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلن أن اللقاء تناول تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال مصدر حكومي سوداني لفرانس برس إن المجلس السيادي الانتقالي والذي يضم مدنيين وعسكريين “عقد اجتماعا لمناقشة الامر”.
واكد المصدر ان الفريق البرهان الذي عاد من عنتيبي اطلع المجلس على الاجتماع مع نتانياهو. ولقد كانت هذه الخطوة مفاجئة لمجلس الوزراء الانتقالي، علما أنه أول لقاء من نوعه على هذا المستوى بين البلدين اللذين هما نظرياً في حالة حرب.
وقال مكتب نتانياهو الاثنين إنه التقى الفريق عبد الفتاح البرهان في مدينة عنتيبي الأوغندية، وأضاف إنهما “اتفقا على بدء التعاون للوصول الي التطبيع الكامل في علاقة البلدين”. لكن مجلس الوزراء السوداني قال في بيان مساء الاثنين إنه لم يكن على علم باجتماع الزعيمين، وإنه سيعقد الثلاثاء اجتماعا طارئا لبحث الأمر، وفق مصدر حكومي.
وأوضح المصدر أن البرهان الذي عاد من عنتيبي سيطلع المجلس الثلاثاء على مضمون اللقاء. وقال مكتب نتانياهو إن السودان يسير في “اتجاه إيجابي جديد” وأنه أطلع مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة على الموقف. وقال إن “البرهان يحاول المساعدة على تحديث بلاده من خلال إخراجها من عزلتها وإعادتها إلى الخريطة الدولية”.
عقد لقاء عنتيبي بعد إعلان السودان أن بومبيو دعا البرهان لزيارة رسمية الي واشنطن لبحث العلاقات الثنائية. وهي الدعوة الاولى التي يتلقاها رئيس سوداني منذ ثلاثة عقود. ما زالت الولايات المتحدة الأميركية تضع السودان على لائحتها للدول التي تصفها بأنها “راعية للإرهاب” وهو وضع موروث من نظام البشير الذي استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامه بن لادن في الفترة من عام 1992 إلى 1996.
واكد فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة الاثنين أن مجلس الوزراء علم باللقاء من أجهزة الاعلام. وقال “لم يتم إعلامنا أو مشاورتنا حول اجتماع رئيس مجلس السيادة الانتقالي برئيس الوزراء الاسرائيلي”.
التزم السودان على مدى عقود بالمقاطعة العربية لاسرائيل بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية وجراء معاملتها للفلسطينيين. ويتطلع الفلسطينيون الي موقف عربي موحد منذ أن أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاسبوع الماضي خطته للسلام في الشرق الاوسط والتي تعطي إسرائيل ضوءا أخضر لضم أراض محتلة في الضفة الغربية بما فيها غور الاردن. وهذه الأراضي جزء رئيسي من الدولة التي ينشدها الفلسطينيون.
طعنة في الظهر
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مساء الإثنين إن “هذا اللقاء طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي تصفية القضية الفلسطينية”، حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا). ووصف الحزب الشيوعي السوداني الاجتماع بأنه “خيانة للقضية الفلسطينية”.
وقال فتحي فضل المتحدث باسم الحزب عبر تصريح بثه بالصورة والصوت عبر صفحته الرسمية على فيسبوك “ما حدث طعنة في ظهر الشعب السوداني ومواقفه المساندة للقضية الفلسطينية ومساندته لحقوق الشعب الفلسطيني”. كما انتقد فضل بيان المتحدث باسم الحكومة قائلاً إنه “كان على بيان مجلس الوزراء والناطق الرسمي باسمه فيصل صالح أن يدين هذه الخطوة ويرفضها لا أن يتحدث عن عدم إبلاغه بها وأن يعلن عن موقفه صراحة من الاجتماع”.
والحزب الشيوعي جزء من تحالف الحرية والتغيير المكون للحكومة. وهو التحالف الذي قاد الاحتجاجات التي أطاحت بعمر البشير. وعقب حرب عام 1967 التي استولت اسرائيل فيها على الاراضي الفلسطينية عقد الزعماء العرب في العاصمة السودانية الخرطوم قمة عرفت بعدها بقمة “اللاءات الثلاث” وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض” مع إسرائيل.
ولم يعقد سوى الاردن ومصر معاهدتي سلام مع إسرائيل، في حين تشهد علاقات الدولة العبرية تحسنا مع دول الخليج التي تشاطرها قلقها من دور إيران في المنطقة.