24/11/2024

بوابة السـودان

صحيفة إلكترونية مستقلة

أدركوا جيشَنا الأبيض يا لجنة الطوارئ

بقلم: محمد شمس الدين

أعضاء لجنة الطوارئ الأفاضل .. نثق في قدراتكم .. ولكن لابد من الاستماع لكثير من مقترحات أبناء شعبكم في الداخل والخارج.. فهذا وقت التكاتف، وقت العمل الجماعي..
و سأدخل في الموضوع مباشرة..

لماذا يضطر الطبيب للوقوف في صف البنزين؟
لماذا لا يتم توفير وسيلة تنقل الأطباء من بيوتهم إلى المستشفيات ومراكز العزل والحجر الصحي؟

لابد من الإسراع في حل إشكاليات تنقُّل الكوادر الطبية والتمريضية بشكل جذري.. وكحل لهذه الأزمة يمكن حصر  المركبات الحكومية المتوقفة عن الخدمة في جميع ولايات البلاد هذه الأيام وستجدون أن عددها كبير.. 

يمكن أن توضع تلك المركبات (حافلات وسيارات صغيرة ) تحت تصرف وزارة الصحة الاتحادية لتأمين تنقل الأطباء بأمان دون أن يحمل الطبيب هم الحصول على الوقود لسيارته..

ولا يخفى عليكم كيف أن عملية الحصول على الوقود  تستنزف طاقة ووقت المواطن العادي فضلا عن مايصاحبها من مخالفات لقواعد التباعد الاجتماعي الموصى بها و تعرض حياة الملايين للخطر فكيف بالطبيبات والأطباء الذين هم خط دفاعنا الأول.

وتفصيلا للمقترح يمكن تخصيص حافلتين أو ثلاثة أو العدد المناسب من السيارات الصغيرة “الحكومية”  لكل مستشفى..
يقوم السائق المسؤول عن كل مركبة بملأ الوقود مساء كل يوم بعد الساعة الحادية عشرة مساء بتصاريح خاصة مربوطة ببيانات كل مركبة.. ويمكن تسهيل عملية مراقبة ذلك عبر قاعدة بيانات سهلة وسريعة التنفيذ  يمكن تنفيذها في أقل من يومين بالتنسيق بين إدارة المرور والسجل المدني  ووزارة الصحة ووزارة البترول ووزارة المالية.. عبر تطبيق ذكي تدخل فيه بيانات المركبة التي تحتاج للتزود بالوقود نهاية كل يوم وكذلك بيانات قائد المركبة حتى صورته (الرقم الوطني).. ويكون التفاعل عليه عبر شفرة QR code تحدث لحظيا ولا يمكن تكرارها. كما يمكن عبره مراقبة خط سير كل مركبة وحساب عدد الكيلومترات أيضا بطريقة آلية.

يكون التطبيق لدى الأطراف المعنية ( قائد المركبة و المدير الفني لكل مستشفى ومشرف كل محطة وقود وإدارة المرور ووزارة الصحة ووزارة المالية )
تطبيق كهذا سيختصر كثيرا من الوقت والجهد ويحافظ على المال العام .. ويساعد الجميع في التركيز على مهام أخرى تحتاج للموارد البشرية والمالية.. ويبعد كثيرا من الأخطار عن الجميع. ويمكن الاستفادة من هذا التطبيق لاحقا لتعميمه على جميع المصالح الحكومية.

هذا حل مستعجل إلا أنه لابد من الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما في السباق مع هذا الفيروس الذي هاجمنا ونحن شعب أعزل وجيشنا الأبيض كذلك أعزل.. ولا تحتاجون لتذكير فيما يخص احتياجات الأطباء ومساعديهم الأساسية.

لابد من توفير مراكز إيواء للطواقم الطبية وطواقم التمريض حتى لمن يعملون على نظافة المستشفيات ويباشرون نقل المخلفات الطبية في هذه الظروف فمجهودهم لا يقدر بثمن ولابد من أن نقدرهم حق قدرهم وهم جزء لا يتجزأ من جيشنا الأبيض.

دخلت البلاد مرحلة الخطر منذ مدة وأنتم تعرفون ذلك والأرقام التي تعلن كل يوم لا تعكس حقيقة الموقف خاصة أن منها حالات انتقال بالمخالطة ومنها التي توفيت قبل أن يتم اكتشافها.

واقتراحي لحل إشكالية الإيواء أنه يمكن أن يستفاد من عدد كبير من مباني المنظمات والجمعيات التي كان يتخذها النظام البائد واجهة له والتي عادت للدولة بمجرد سقوط نظام الكيزان.

كما يمكن تسخير كل الفنادق الخالية في هذه الظروف بالتنسيق معها فيما يخص التكاليف المالية التي تكفل تشغيلها وتعقيمها، ويمكن أن تحصل الفنادق على شيكات من وزارة المالية يتم تحصيلها بعد أجل معين.

ولابد كذلك من تأمين احتياجات أهالي الأطباء خاصة وأن معظمهم يشرف على أهل بيته وعلى احتياجاتهم اليومية من الأساسيات وعلى رأسها الغاز..  لابد أن تكون هناك آلية لإيصاله إلى منازلهم وعلى حساب الدولة.. ويمكن أن تكلف ادارة تسمى (ادارة الخدمات المساندة بوزارة الصحة)على سبيل المثال .

أتمنى أن تبدأ الوزارات المعنية في أقرب الآجال في تبني حلول عملية مستدامة عبر طرح عطاءات لتوزيع الغاز الطبيعي إلى كل بيت في مدن البلاد بشكل مركزي كما هو الحال في مصر على سبيل المثال منذ ما يزيد على عقد ونصف من الزمان.. الغاز الطبيعي الذي كان يحرقه الكيزان عمدا والذي بات مصدر ثراء لدول كثيرة.

لجنةَ الطوارئ الموقرة ومواطني الأعزاء في كل قرية ومدينة:

إن جيشنا الأبيض يواجه مع بقية جيوش العالم البيضاء عدوا غير مرئي ويحتاج إلى كامل دعمنا كما نحن في أشد الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف .. ولابد لذلك من تسخير كل غال ونفيس من أجل سلامتهم..

إن الوضع الراهن يستلزم بقاءنا في البيوت وعدم الخروج إلا عند الضرورة القصوى نظرا لخطورة الوضع وحفاظا على سلامتنا جميعا.. فالعدو الآن بيننا بينما تقرأون هذه الكلمات .. لكننا قادرون على مواجهته بالالتزام بما يريده أطباؤنا.. وهم لا يريدون منا سوى الجلوس في البيوت والمحافظة على أعلى درجات النظافة والتعقيم..

(معليش .. رمضان السنة دي حيكون غير كل سنة حيكون كئيب.. لكن نستحمل علشان نشوف بعض رمضان البعده والبعده تامين ولامين..)

جيشنا الأبيض الجسور .. مهما قلت وكتبت فلن أوفيكم حقكم.. لكنني أتعهد بأن أكون صوتكم وخير معين لكم ..
ولكم نرفع القبعات تقديرا واحتراما وامتنانا.

#شكرا_جيشنا_الأبيض
#عذرا_جيشنا_الأبيض