معظم متمردي السودان وجيرانها مع عملية السلام بدارفور
الأمم المتحدة (أ ب) – قال خبراء بالأمم المتحدة إن معظم الجماعات المتمردة وجميع جيران السودان – باستثناء ليبيا – يدعمون عملية السلام في دارفور، لكن وتيرة الحوادث الأمنية المحلية في تلك المنطقة المضطربة تزايدت، بدءاً من عمليات اغتصاب إلى اشتباكات بين مزارعين ورعاة.
تقرير لجنة الخبراء المستقلين التابعة للأمم المتحدة – والذي قدم لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين – أشار إلى هجمات تنفذها ميليشيات ضد المدنيين، والاحتجاجات العنيفة، والتوترات في مخيمات رئيسية يعيش فيها مئات الآلاف من النازحين من دارفور لسنوات.
كما تحدثت عن الاشتباكات بين الحكومة والفصائل الأخرى المتمثلة في حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
بدأ الصراع في دارفور عام 2003 عندما تمرد الأفارقة، متهمين الحكومة السودانية – ومعظمها من العرب – بالتمييز.
اتُهمت حكومة الخرطوم بالانتقام عن طريق تسليح قبائل عربية بدوية وإطلاقها على السكان المدنيين، وهي تهمة التي تنفيها.
في إبريل/ نيسان الماضي، أدت انتفاضة شعبية إلى الإطاحة بالرئيس المستبد عمر البشير بعد ثلاثة عقود قضاها في الحكم.
وضعت حكومة عسكرية مدنية – تدير البلاد الآن – السودان على طريق هش نحو الديمقراطية، لكن حركة نور المتمردة ومؤيديها يتهمون الحكومة الانتقالية باختطاف الثورة.
تتمثل إحدى الأولويات الرئيسية للحكومة الانتقالية في إنهاء التمرد بالولايات البعيدة، ومن بينها دارفور، وتشارك في محادثات سلام مع جماعات متمردة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2019.
وفيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان الرئيسية، أفادت لجنة الخبراء “في المزارع والمواقع القريبة من مخيمات المشردين داخليا، تحدثت مصادر محلية عن حوادث اغتصاب واعتداء بدني على نساء وفتيات وفتيان بشكل واسع النطاق بين مارس/ آذار وديسمبر/ كانون أول 2019.”
ووصف الناجون الجناة بأنهم رجال مسلحين، معظمهم من الرعاة، وكذلك بعض أفراد قوات الأمن السودانية.
وذكر التقرير “في معظم الحالات، لم يتم القبض على الجناة الذين تم التعرف عليهم.”
في حادثة بقرية تابت شمال دارفور في 28 يونيو/ حزيران 2019، هاجم ثلاثة رجال يستقلون جمالا رجلاً ونساء وفتيات في سن المراهقة، بحسب اللجنة.
وقالت إن الرجل والمرأة – كلاهما في الأربعينيات من العمر – تعرضا للضرب والمطاردة.
ثم ضربوا واغتصبوا الفتيات، وقام أحدهم بتشويه الأعضاء التناسلية لفتاة تبلغ من العمر 18 عاما.
وفي مقطع فيديو، انتشر على نطاق واسع، أظهر نشطاء محليون فتاتين (11 و 13 عاما) تحدثتا عن محنتهما بعد اغتصابهما في منطقة نيرتيتي بوسط دارفور على أيدي رجال يرتدون زيا عسكريا خاصا بقوات الدعم السريع، وفقا لما ذكرته اللجنة في التقرير.
هذه القوات لديها ميليشيات تعرف باسم “الجنجويد”، والتي أشعلت النار في قرى، وقتلت واغتصبت مدنيين خاصة في السنوات الأولى من الصراع بدارفور.
وقالت اللجنة إن إحصاءات من مصادر حكومية سرية أشارت إلى وجود 120 ملفا عن حالات اغتصاب وعنف جنسي في الفترة ما بين إبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول 2019، على الرغم من أنها قالت إن هذه الأرقام من المرجح أن تكون قليلة بسبب العوائق الاجتماعية التي تحول دون الإبلاغ عن حالات الاغتصاب.
وأفاد الخبراء الأمميون “تشير أنماط هذه الحوادث إلى أن الاغتصاب يستخدم بشكل متزايد في القتال بين البدو والمزارعين بسبب الأراضي في عدة مناطق بدارفور.”