21/11/2024

بوابة السـودان

صحيفة إلكترونية مستقلة

السلطات الدينية في كل دول الشرق الأوسط: “صلوا في منازلكم”

من تونس إلى طهران مرورا بالقدس ودول أخرى، دعمت معظم السلطات الدينية التدابير التي اتخذتها الحكومات لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وابتكرت أساليب لم تكن لتكون مقبولة في أي زمن عادي، للقيام بالطقوس الدينية بينها استخدام الانترنت.

في بعض الدول، ارتفعت أصوات من بعض رجال الدين حذر من غضب إلهي بعد إغلاق دور العبادة في منطقة تلعب فيها الديانة دورا محوريا في الحياة اليومية للسكان، لكنها لم تلق الكثير من الآذان الصاغية.

وأخذ المؤذنون علما بقرار السلطات إغلاق المساجد في عدد من ول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحولت دعواتهم من “هيا الى الصلاة” الى “صلوا من منازلكم”.

في تونس، حيث يصلي المؤمنون أحيانا أمام الأبواب الموصدة للمساجد، أجهش مؤذنون بالبكاء لدى إعلان ذلك، بحسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

في الأراضي المقدسة، دعا بطريرك اللاتين في القدس المؤمنين إلى المناولة باليد بدلا من الفم خلال القداديس، الأمر الذي التزمت به كذلك الطوائف الكاثوليكية في لبنان، قبل أن تقفل الكنائس بشكل كبير.

وفي خطة غير مسبوقة، أوصى الحاخام الأكبر للسفرديم إسحق يوسف، اليهود بعدم إطفاء الهواتف النقالة خلال عطلة يوم السبت اليهودية، ليتمكنوا من تلقي المعلومات العاجلة المتعلقة بالوباء. وهذا يعتبر تجديفا عادة. ودعا حاخامون آخرون المؤمنين إلى الصلاة من منازلهم.

في إيران، إحدى البؤر الرئيسية لتفشي الوباء، عاد النقاش بين العلم والدين إلى الواجهة.

وقال الأستاذ الجامعي والفقيه محسن ألفيري من مدينة قم “يعطي البعض الأولوية للطقوس الدينية التي يضعونها قبل كل شيء حتى العلوم الطبية”، بينما يرى آخرون أنه “يجوز وقف الصلوات الإلزامية لإنقاذ أرواح”.

وتدخل آية الله علي خامنئي أكثر من مرة لدعم الطاقم الطبي والقرارات التي اتخذتها الحكومة.

نشر الوباء “إثم”

وغداة مشاركة أعداد كبيرة من المصلين في صلاة الجمعة رغم تسجيل حالات كوفيد-19 يوميا، أعلنت السلطات الدينية في مصر إغلاق جميع المساجد والكنائس اعتبارا من السبت ولمدة أسبوعين سعيا لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

في لبنان، حيث تتعايش 18 طائفة، دعم الزعماء الروحيون إعلان “حالة التعبئة الصحية” وتدابير العزل.

وعمدت كنائس إلى بث قداديسها على شبكات التواصل الاجتماعي. وقام كاهن بمباركة البلاد من مروحية حلقت فوق بيروت بعد أن قبل صلبيا ورفع الصلوات.

وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنه يمكن الانتصار على الفيروس إذا تحمل كل فرد مسؤوليته، مشددا على أن احترام تعليمات السلطات الصحية واجب ديني.

واعتبر المسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ ماجد صقر نقل العدوى إلى الآخرين “إثما”، مشيرا الى أن الإسلام يحث على النظافة.

في غياب خطبة الجمعة، ستبث قريبا على التلفزيون والإذاعة في تونس برامج يسجلها أئمة لتوضيح السلوك الواجب اعتماده كمسلم والتذكير بأهمية الصلاة في المنازل وإعطاء الأولوية للصحة.

في العراق، أطلقت السلطات الدينية النافذة حملات توعية حول الوباء.

“كورونا جند من جنود الله أرسله لمعاقبة أعدائه”

لكن دعوات التوعية لم تلق تجاوبا كبيرا، إذ تدفق عشرات آلاف العراقيين الموشحين بالسواد في الأيام الأخيرة إلى بغداد لإحياء ذكرى الإمام الكاظم، أحد الأئمة المعصومين لدى الشيعة.

وقال أحدهم لوكالة فرانس برس بينما كان يحاول الاقتراب من مقام الإمام الكاظم الذي يحرسه عسكريون “إذا بقي العراقيون في منازلهم فمن سيزور إمامنا؟”.

وتجد السلطات العراقية صعوبة في تطبيق حظر التجول.

في المغرب، ذكرت وسائل إعلام الأحد أن بعض المواطنين أدوا الصلاة في الشوارع خلال الليل، رغم تدابير العزل المفروضة. ونشرت صورا لذلك.

وإن دعمت معظم المرجعيات الدينية تدابير السلطات، لكن تعالت أصوات لرفضها.

واتهم الداعية السلفي المغربي المتشدد أبو النعيم السلطات “بالكفر”، معتبرا أن البلد الذي تُغلق فيه المساجد، هو “بلد مرتد عن دين الإسلام”. وتم توقيفه بتهمة “الإرهاب”.

في الجزائر، كتب الداعية شمس الدين الجزائري على فيسبوك “أخشى أن يكون الله ابتلانا بهذا الفيروس حتى نرجع الى الله ثم يرى النتيجة أننا أغلقنا بيوت الله فيغضب الله جل جلاله فيسلّط علينا فيروسا أخطر منه”.

وستبقى صورة صحن الكعبة الخالي في مدينة مكة في السعودية عالقة في الأذهان بعد انتهاء أزمة كوفيد-19، بعد أن أوقفت المملكة العربية السعودية في خطوة غير مسبوقة، مناسك العمرة.

وكتب أحد مستخدمي تويتر بحسرة إلى جانب رمز تعبيري لقلب مكسور “أقفلوا كل المساجد في السعودية”.

وأضاف “المساجد هي المكان الوحيد الذي يمكنني فيه قراءة القرآن وإيجاد السلام الداخلي”.