24/11/2024

بوابة السـودان

صحيفة إلكترونية مستقلة

اتجاهات بوصلة السودان بعد لقاء نتنياهو

أبوبكرالصديق البر- صحفي سوداني مقيم في تركيا

شهدت الساحة السودانية في الأيام القليلة الماضية سجال وسط اختلاف كبير في الأراء، نتيجة اللقاء الذي جمع “البرهان” رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني و”نتنياهو” رئيس الوزراء الإسرائيلي في عانتيبي اليوغندية.

فهناك من هم مؤيدين للتطبيع مع إسرائيليين وآخرين رافضين ذلك؛ بينما هنالك من هم رافضين من حيث التوقيت فحسب.

اتسعت الهوة واستمر الجدل إلى نقاش فكرة اللقاء من حيث المبدأ والصلاحيات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، كذلك جاءت تصريحات المكون السياسي متضاربة لتوضح مدى الاختلاف والتباين الذي يوجد بين كل الأطراف المختلفة والمشاركة في الحكومة، ويعزى كل ذلك لتدخلات الجهات الخارجية ذات المصالح والأجندات ودورها في تحريك المشهد السوداني.

 لا شك أن ما حدث كشف الكثير للمتابعين بأن ما حدث يعد قفز على الثوابت الوطنية والدينية التي ظل السودان يتمسك بها طيلة السنوات الماضية، وفتح الباب واسعا أمام التكهنات حول ما حدث داخل أروقة هذا اللقاء، قد يكون مجرد بالونة اختبار أراد من خلالها الداعمين للشريك العسكري والذين رتبوا هذا اللقاء (السعودية والإمارات) حسب ما جاء في عدة صحف عالمية.

أيضا لمعرفة مدى قبول الشارع السوداني لفكرة التطبيع مع إسرائيل التي باتت يروج كثيرا في الفترة الأخيرة، وذلك يجيء في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي يمر بها السودان، ويأتي اللقاء ومجلس الوزراء منهمك في وضع الحلول والاستراتيجيات للخروج من الأزمة الاقتصادية وتحقيق السلام العادل في جميع ربوع السودان، كل ذلك ولم يتحقق أي شيء ملموس حتى الآن.

فهل ستتحقق المبررات التي ذكرها وأوضحها “البرهان” لدى لقائه بالصحفيين السواديين، والتي جاءت أيضا على لسان الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية وأن هناك خير سيأتي جراء هذا التطبيع. أم أن هناك شرخ سيحدث في العلاقة ما بين المكون العسكري والمدني في الحكومة؟

لكن يجب على المكون المدني أن يكون أكثر قوة لأن ما حصل يرجع للضعف الذي التمسه الجميع في عدة جوانب بالأخص وزارة الخارجية وما شهدناه من خلال التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية موضحة أنها ليس عندها علم فيما يتعلق باللقاء الذي تم، وأيضا في قضية خداع السودانيين الذين أرسلوا إلى ليبيا عبر الشركة الإمارتية “بلاك شيلد”، كل ذلك والسودان يحتاج لمزيد من المواقف القوية التي تجعل الحكومة الانتقالية أكثر هيبة لتتمكن من عبور المرحلة بسلام.