05/05/2024

بوابة السـودان

صحيفة إلكترونية مستقلة

الأزمة الليبية ونظرية المركز والأطراف

رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري

رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري

نظرية المركز و الأطراف تفسر ما يقع في ليبيا، حيث نجد مركزا قويا يمثّل روسيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، وتركيا، و الصين، دول تحاول الهيمنة على باقي أطراف الكرة التي تم استدعائها للمشاركة في المؤتمر أما حدث بالنسبة للدول المجاورة لليبيا, الجزائر التي لم تكن مدعوة في بادئ الأمر إلا أن الدعوة وجهت لاحقا إلى رئيسها الجديد عبد المجيد تبون بعد أن أكد أن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية “شاء من شاء وأبى من أبى”. 

بالإضافة الى كل من مصر والإمارات باعتبارهم يدعمان احد أطراف الصراع و هو  حفتر و على المستوى القاري تم استدعاء الكونغو بصفتها مكلفة في شخص رئيسها “دنيس ساسو نغيسو”، قبل 3 سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية. و التي تم استدعائها في أخر لحظة .

يوضح هذا سعي قوى المركز لاقتسام كعكة ليبيا و عدم السماح لدول المحيط بالانضمام لدول المركز. أما المغرب باعتباره  فاعلا في الازمة الليبية سبق وتبني مقاربة لحل المشكل الليبي وفق الشرعية الدولية، لم يرقى لان يصبح من دول المركز.

تُبرهن نظرية المركز والأطراف عن فاعلية واضحة في المغاربية ، و تكلفة التشردم يجعل الدول المغاربية مفعولا،  بها وسط قوي اقليمية و دولية لا حرل لها. مؤتمر برلين  بين مَن هو مستفيد، ومَن هو مستفيد أكثر من المؤتمرات، وليس بين من يؤمن بحق الدول المغاربية بالتنمية و الديمقراطية.

و لهذا فان الرباط لم تنخرط  في لعبة المحاور المتنازعة مما يجعل المغرب كطرف مقبول و يلعب دور محوري مما بجعل وزن المغرب كبير، الشيء الذي يوضح أن الدول المركز لا ترى في دول المحيط إلا تابعا و ما يوضح ذلك هو  إلحاق تونس و الجزائر للمؤتمر بتدخل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج، الشيء الذي رفضته تونس حين أكدت ذلك ببلاغ خارجيتها عدم مشاركتها في مؤتمر برلين حول السلام في ليبيا “أن المؤتمر لن يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين، واتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا، مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني”.

إن الحل الليبي ينبغي أن يكون مغاربيا مما جعل  الدول المغاربية المعنية بالصراع مباشرة مهمشة و خاضعة للمركز الذي لا يقبلها إلا تابعة بحيث كان من المفروض للدول المغاربية المشاركة الفاعلة في التحضير للمؤتمر، لأنها من أكثر الدول المعنية بالملف الليبي، كما أنها فضاء لإيجاد حل لتسوية النزاع في ليبيا، مع جميع الأطراف الليبية لتحقيق المصالحة الليبية، غير أن التشتت جعل الدول المغاربية تفقد وزنها ودورها في حل  الأزمة، لهذا فإن تونس و الجزائر و المغرب يجب عليها التنسيق والعمل سويا تحت جبهة واحدة لكي لا تكون رهينة لدول المركز.